خلال الحروب التي دارت رحاها في العراق وأفغانستان، كان الآلاف من المواطنين الشجعان من كلتا الدولتين يساندون جهودنا، مخاطرين بأنفسهم وعائلاتهم. وقد قتل كثيرون لأنهم كانوا يقفون إلى جوارنا، بينما واجه آخرون تهديدات خطيرة. واليوم، لدينا واجب أخلاقي بالوقوف معهم من خلال ضمان أن أولئك الذين يحتاجوننا لديهم الفرصة للعيش بسلام وأمان في الولايات المتحدة، وهي الدولة التي قدمت خدماتها وسط مخاطر كبيرة. هذه المسألة تعتبر مصدراً لقلق عميق بالنسبة لي. فعندما أصبحت سفيراً للعراق عام 2007، لم يكن لدينا برنامج تأشيرة الهجرة الخاصة، ولم يكن يسمح سوى لعدد ضئيل ممن يخدمون معنا بالدخول إلى الولايات المتحدة كلاجئين. وعندما غادرت العراق بعد ذلك بعامين، كان الكونجرس قد أصدر برنامج تأشيرة الهجرة الخاصة وبدأ العمل به. وبناء عليه، فقد دخل 17 ألف لاجئ عراقي إلى الولايات المتحدة. وعندما أصبحت سفيراً في أفغانستان عام 2011، قمت بجهود مماثلة. برنامج تأشيرة الهجرة الخاصة للأفغان كان يعاني من مشاكل بيروقراطية وتأخيرات، لذلك أمر «كيري» بإجراء مراجعة شاملة لهذه العملية، وكانت النتائج مثيرة، فمنذ شهر أكتوبر، حصل نحو 5000 أفغاني على تأشيرات دخول، مقارنة بما يقرب من 1600 في العام السابق. والأمر المحزن أن برنامج تأشيرة الهجرة الخاصة للعراقيين كان يمضي في الاتجاه المعاكس. وعلى الرغم من إصدار 15 ألف تأشيرة في المجمل، فإن التدفق تباطأ إلى حد كبير. وقد ذكر الصحفي الأميركي «جورج باكر» في مجلة «نيويوركر» أن 507 عراقيين وصلوا إلى الولايات المتحدة من خلال برنامج تأشيرة الهجرة الخاصة في شهر أكتوبر. وفي شهر يونيو، لم يتجاوز العدد 53. وهناك أكثر من 1600 عراقي في الانتظار، في حين أن البرنامج سينتهي العمل به في شهر سبتمبر. وقال «باكر» إنه على الرغم من أن الكونجرس قد أمر بمعالجة طلبات الحصول على تأشيرات الهجرة الخاصة في خلال تسعة أشهر، فإن فترة الانتظار قد تكون أكثر من ضعف هذه المدة. وفي أفغانستان، نشأت أزمة جديدة تتعلق ببرنامج تأشيرة الهجرة الخاصة. فقد كان هناك أكثر من ستة آلاف طلب في الانتظار، لكن الكونجرس وضع حدا لإصدار التأشيرات بحيث لا تتجاوز ثلاثة آلاف بالنسبة لعام 2014، وهو الحد الأقصى، الذي ستصل إليه الخارجية الأميركية هذا الشهر. وهناك حاجة لإصدار تشريعات جديدة على الفور وقبول طلبات إضافية. وفي هذا الوقت الذي يشهد حدة سياسية مكثفة، يسرني أن تحصل هذه القضية على دعم من الحزبين، وينبغي أن يحظى برنامج تأشيرة الهجرة الخاصة بأولوية في بغداد وواشنطن، كما يجب توفير الموظفين والموارد لتسريع الإصدارات. إن هذه مسألة حياة أو موت. وحيث إنه لا يمكن الانتهاء من الطلبات المتراكمة بحلول شهر سبتمبر، مهما كان الجهد المبذول، فإنه ينبغي على الكونجرس تمديد البرنامج بالنسبة للعراقيين، أيضا. إن رعاية هؤلاء الأشخاص الذين كانوا يرعون مصالحنا لا يعني إسداء معروف لهم، ولكن بالأحرى التفاعل مع القيم الأساسية الأميركية. فقد خاطر الأفغان والعراقيون بحياتهم من أجل دعم جهودنا، وكثير منهم ضحى بحياته في خدمة هذا الهدف. أتذكر حين كنت سفيرا في بغداد حادث الخطف والقتل الوحشي لاثنين من الموظفين العراقيين في السفارة، وهما زوج وزوجة. لقد ماتا لأنهما كانا يعملان معنا. ـ ــ ريان كروكر السفير الأميركي السابق في أفغانستان والعراق ـ ـ ـ ـ ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوسن وبلومبيرج نيوز سيرفيس»